الأحد، 23 فبراير 2014

ليلى وما حدث



ليلى وما حدث

قيس صحى الصبح بدرى.. ركب جمله وراح على بيت ليلى.... خيمة صغيرة جدا فى قلب الصحرا  ليها لون وطعم الرمل.. قبل ما قيس يوصل ليها لمح من على البعد واحدة قاعدة قدام الباب.. قلبه طار.. م الفرح يمكن.. م الخوف يجوز.. لكن زق جمله لقدام واستمر فى المسير.. قدام الباب أمر الجمل يبرك ونزل من عليه... ليلى
*******
قام بسرعة من على السرير وراح يغسل وشه ورجع يلبس قميصه وبنطلونه بعد ما حط الشاى على النار.. شرب الشاى ونزل الشارع.. ع المحطة إللى جنب البيت لمحها وهى بتركب الأتوبيس فنط وراها وجت على باله قصيدة نجم* وصوت الشيخ إمام* لكنه رمى الفكرة من باله وسألها... ليلى
*****
لما لمحته من بعيد حست بهاجس قوى إنه جى النهاردا  لسبب محدد،  وإنه عايز حاجة محددة ماقلقتش لكن قررت إنها تهرب، فضربت صفحة الرمل.. وبدأت تقرا فيها الغيب.. "قيس ابن ورد والخلود ولا قيس والحب؟".. "الحياه ولا الموت؟".. ورمت كل ورقها قدامه ووقفت ملط.. أنت ملط !!!... ليلى
****
تجاهلت السؤال، ورمت نظرها بعيد عنه من الشباك فنط وراه وبدأ يطارده من محطة لمحطة لحد ما هده التعب فوقع على الأرض قدامها، ساعتها سحبت نظرها من تحته ورمته عليه، حس إنه اتغطى، حس بالدفا، فى الوقت إللى هى حست فيه إنها بردانة، حست كأنها واقفة قدامه ملط.... ليلى
****
لما شرحت له.. لما فهم.. استعجب... "وقلبى؟!!.... وقلبك؟!!!...."... لم ورق الغيب وبدأ يقرا... كان الجنون مرسوم خطوط.. ذرات رمل متفرقة.... توه فى صحرا.. شعر.. وقف ينادى جبل التوباد.. يشهده على حبهم.. لم ورقها ورماه قدام بابها إللى مقفول فى وشه ونادى.... ليلى.... وخبط الباب..
" ليلى..."
"من ينادى؟...."
"عمى...."
أسرع إلى جمله هاربا.. طاردته الريح.. خب الجمل وأسرع فكاد يقع.. مد إيده قدامه يحتمى.. فأمسكته من حلمه.."ليلى"... وابتسم
*****
- عنيكى حلوة قوى.. أنت ليكى حد فى السما ؟...
ضحكت، ماعدش فيه غطا.. اضطرت ترد عليه...
- قصدك ميت ؟...
- قصدى ملاك
وابتسم... فابتسمت.. حاول يمد خيط التعارف لأخره.. طلب اسمها.. رفضت.. بدأ يجمع خيوط سحره شبكة وحاول يرميها عليها..
- أكيد اسمك ليلى.. لأنى أنا بقيت قيس.
انسحبت جواها من جديد فماردتش وسكتت.. كان الأتوبيس بيهدى.. كانت محطتها قربت.. انتبه لصوت الشيخ إمام إللى كان بيعلى جواه.. لعن الفكرة إللى خدته للحلم فابتسم... ليلى
*****
"قربى فاكى من فمى..."  وتمتم فى سره باسمها.... لكن الشمس ضيعت إللى كانت لسه ليلى ماضيعتوش... فتخيل سعف النخيل رماح، رمل الصحراء جنود، وحارب حتى سقط عن جمله.. فى حضن ولا فى قبر.. لإنه لم يفق لن نستطيع أن نجيب..
******
لم ينتبه لما يحدث فى أول الأمر... لكنه مع الهمهمات المتزايدة والأصوات إللى بدأت تعلى على صوت الأتوبيس، فهم إنه حط إيده عليها.. لمسها أو ضمها وإنها بتصرخ بأعلى صوتها... ماكنش عنده الوقت إللى يقدر فيه يفهمهم إنه كان بيقع.. كانت إيدهم ورجلهم ممدودة ناحيته والباب المفتوح بيناديه ينط.. فنط.. كان جمل قيس – إللى مالوش قائد– مسرعا... فصدمه..... رماه على الرصيف بينزف.. كانت صورة الدنيا فى عينيه غايمة، لكن قدر يلمح على البعد وسط الضباب والغيوم حضنها بينفتح له زى قبر فرمى نفسه جواه... 
قتيل .. 
قتيل ..
صرخت.. ليلى...
"ليلى"... 
هذا ابن عمك ما ببيتهم نار...
 

* القصيدة للشاعر احمد فؤاد  نجم بعنوان  " على المحطة " قام بغنائها الشيخ امام عيسى

الجمعة، 14 فبراير 2014

عن السيد.. قصص قصيرة جدا



عن السيد .. قصص قصيرة جدا

حادث

السيد نعى نفسه بنفسه.. بدل ملابسه.. ذهب إلى جريدته الرسمية.. نشر على صفحتها الرئيسية.. "العام عام المرأة ".

نتيجة

السيد انتقى لنفسه اسمه الجديد ، ولبسه دون ملابسه الداخلية ، وامتهن العرافة ، وبدأ رحلة التنبؤ بالغيب الذى كان واضحا وضوح الشمس .. اليوم ممطر وعليه الاختباء

زمن

السيد يرفض التفاوض .. يرفض المهادنة .. يرفض المماطلة .. السيد يدخل البيت فيرتعب البيت ، تسقط حوائطه ، تتكسر أعمدته ، تتخلع أبوابه ، وتبقى فقط الذكريات طربوش معلق على حائط ساقط.