ترويض الكلب
كلاب الشارع - وإللي أنا عارفهم بالاسم- كانت النهاردا زايدة كلب جديد.. أنا حاولت أتعرف عليه لكنه كان شرّانى جدا كإنه ماشافش بني آدمين قبل كدا.. كل ما أحاول أمد إيدي ناحيته يزوم ويحاول يعضني...
***
صحيت النهاردا على أخبار فتح النار على المصلين في المسجد الأقصى.. أنا غسلت وشي بسرعة ووقفت في البلاكونة مستني بتاعة الجرايد لما تعدي علشان أشتري جرنان.. كانت كل كلاب الشارع -وإللي أنا عارفهم بالاسم- قاعدة تلعب مع بعض ، لكن الكلب الجديد كان واقف لوحده في نهاية الشارع وقاعد يهوهو على كل واحد فايت وبيحاول يعضه.. الناس إللي متعودة على كلاب الشارع دا– وإللي أنا عارفهم بالاسم - كانت مندهشة إحنا ليه سيبينه مادام شرّانى كدا!!؟
**
بالليل وقبل ما أنام... اطمنت من آخر نشرات الأخبار إن المساعي السلمية بتجري علشان يعم الهدوء المنطقة من جديد بعد المذبحة، ونمت وأنا بحلم بالهدوء مخيم على بيتنا، لكن الساعة 3 بعد نص الليل أنا صحيت مفزوع.. كان الكلب الجديد واقف تحت البلاكونة بتاعتي وقاعد يهوهو.. قمت بصيت.. كل شئ طبيعي..
"بيهوهو على إيه ابن المجنونة دا".. حدفته بطوبة جرى واستخبى جنب البيت لكن فضل يهوهو، دخلت وقفلت البلاكونة وحاولت أنام لكن صوت نباحه كان واصل لوداني وقلقني....
فين ع الصبح ساب بلاكونتي وراح يهوهو في حتة تانية.. ماكانش ممكن أنام لأن ميعاد الشغل جه لكن أنا قررت بعد إللى حصل طول الليل إني أروض الكلب دا علشان على الأقل يبقى زى أى كلب من كلاب الشارع – وإللي انا عارفهم بالاسم -..
**
الجزار إللي فاتح في شارعنا وإللي طول عمر علاقتي بيه محصورة في "صباح الخير".... "صباح النور".. بس.. استعجب جدا لما لقاني داخل عليه الدكان وبصبح وحلف طلاق ثلاثة لازم أشرب حاجة، لكن لما سمع طلبي لفه من غير كلام وسابني مشيت..
بالليل أنا ربطت العظمة بحبل ونزلتها م البلاكونة.. شافها جرى عليها.. رفعتها قدامه لكن ماكانش ممكن يطولها.. قعد يشب وينط بيحاول يمسكها وفي كل مرة يفشل يزيد سُعاره وجنانه فيشب أكثر وينط أكثر... لما اطمنت للموقف دخلت وقفلت البلاكونة ونمت..
الصبح أول ما صحيت م النوم.. كانت نشرة الأخبار بتأكد إن الوضع مشتعل في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية.. فتحت البلاكونة.. كان نايم بيبص للعظمة.. سحبت الحبل ودخلت غسلت وشّي ورحت الشغل.
**
واحد صاحبي قاللي.. "إن حكاية العظم ده ماتنفعش وإن – أنت - كل ما هتديله عظمة أو تحسسه إنه ممكن ياخدها هيطمع في غيرها وإن ماقدرش في الآخر يأخد منك عظم هياكلك أنت.. فكر كويس الحل إنك تعمل على إنك تمشيه م الشارع... أو ... تقتله..... "
وأنا راجع م الشغل كان قاعد ما بيهوهوش لكن بص لي وسابني عديت
بالليل أنا نزلت العظمة زى إمبارح بالظبط وسبته ودخلت نمت...
**
الصبح رفعت العظمة... كان واقف جنب الحيط وباصص لى.. غسلت وشّي ورحت الشغل... صاحبي قاللي.. "إللي بتعمله دا خطر جدا... أكيد الكلب دا في الآخر هياكلك. لازم تبعده عن شارعكم وإلا...."
وأنا راجع م الشغل مشى ورايا.. مديت.. وهو الآخر.. جريت.. جرى... كان على وشك إنه يحصلني لما وصلت لباب الشقة.. دخلت وقفلت ورايا.. فضل واقف ع الباب.. قلت شوية ويزهق فيمشي وبدأت أمارس روتين حياتي العادي..
كلت وشربت وسمعت نشرة الأخبار إللي أكدت إن الجيش الإسرائيلي فرض طوق أمني حول مناطق الحكم الذاتي.. أنا بصيت ع الكلب، كان لسه قاعد على باب الشقة.. "يا ترى بيفكر في إيه؟"... جبت العظمة م البلاكونة ورمتها قدامه في الشارع.. جرى جاب العظمة وقعد بيها على باب الشقة...
بالليل وقبل ما أنام... قفلت الباب بالترباس وسمعت الراديو.. كان الحصار لسه مفروض.. طفيت النور ونمت... بالليل والأوضة بتشغي ضلمة.. أنا حسيت بحركة في باب الشقة.. قمت بالراحة أبص.. كان فاتح باب الشقة وجى على أوضة النوم... "أعمل إيه..؟"... جريت دخلت البلاكونة وقفلت علىّ.. دخل الأوضة... بيشمشم.. بيزق دلفة الشيش... أنا مالقتش قدامي إلا الحبل إللي كنت رابط فيه العظمة... أنا لفيت الحبل حوالين وسطي ونطيت م البلاكونة.. متعلق أنا في النص بالضبط....
" الحـ قـ و نــ ى..............."